الأربعاء 25 يونيو 2025 الموافق 29 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دور اليوجا في العلاج الرئوي لأمراض الجهاز التنفسي المزمنة

الأربعاء 25/يونيو/2025 - 12:29 م
اليوجا في لعلاج أمراض
اليوجا في لعلاج أمراض الجهاز التنفسي.. أرشيفية


يمكن لأمراض الرئة المزمنة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو والتليف الرئوي، أن تُسبب صعوبة في التنفس، وضيقًا في الصدر، وصعوبة في أداء حتى أبسط المهام اليومية، ولأن هذه الأمراض تُضعف قدرة الرئتين على استنشاق الهواء النقي وطرد ثاني أكسيد الكربون المتبقي، فإن التنفس يصبح أقصر وتصبح الأعمال المنزلية شاقة، من المؤشرات الشائعة على ذلك الصفير المستمر، والسعال المتكرر، والشعور بثقل وقلق في الصدر. 

عادةً ما يصف الأطباء أجهزة الاستنشاق والحبوب، وأحيانًا الجراحة، ولكن إضافة نشاط لطيف مثل اليوجا يمكن أن يُحسّن التنفس، ويزيد من سعة الرئة، ويُحسّن المزاج.

اليوجا، يمكن أن تقوى عضلات الحجاب الحاجز والصدر - عضلات التنفس الأساسية - تدريجيًا. تُعدّ العضلات القوية والمتناسقة أساسًا لوظائف الرئة السليمة، العديد من الوضعيات الأساسية، تفتح الصدر وتشجع على التنفس بعمق وكفاءة أكبر. عندها، يمتص الجسم المزيد من الأكسجين ويتبادل ثاني أكسيد الكربون بشكل أكثر اكتمالاً. بالنسبة للعديد من المصابين بالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن ومشاكل مماثلة، فإن النتيجة النهائية هي ببساطة يوم أكثر إشراقًا يتميز بسهولة التنفس، ونوبات أقل، وشعور بالهدوء.

تقنيات التنفس (براناياما)

تقنيات التنفس المُتحكّم بها، عنصرًا أساسيًا في اليوجا، صُممت تقنيات مثل التنفس بالتناوب بين فتحتي الأنف لتحسين وظائف الرئة من خلال زيادة استنشاق الأكسجين والمساعدة في إزالة ثاني أكسيد الكربون. 

بالإضافة إلى تقوية عضلات الجهاز التنفسي وزيادة سعة الرئة، يُساعد التنفس بالتناوب بين فتحتي الأنف على تنظيف مجرى الهواء. 

ويمكن أن تُساعد ممارسة البراناياما بانتظام الأشخاص على إدارة نوبات ضيق التنفس بسهولة أكبر، وتحسين وظائف الرئة بشكل عام، وتقليل ضيق التنفس.

تخفيف التوتر من خلال اليوجا

يمكن أن تُسبب صعوبات التنفس الناتجة عن أمراض الجهاز التنفسي المزمنة التوتر والقلق والشعور بالعجز، تستخدم اليوجا تقنيات التنفس العميق واليقظة والاسترخاء لتخفيف التوتر بفعالية. 

يدعم التأمل والتنفس المنظم عملية شفاء الجسم، ويخفف القلق، ويعزز الهدوء الذهني، كما يساعد انخفاض مستويات التوتر على تقليل الالتهاب وتحسين وظائف الرئة، مما يُسهّل على الأفراد التعامل مع حالتهم الصحية ويعزز صحتهم العامة.

كيف تُفيد وضعيات اليوجا الرئتين؟

تُساهم وضعيات اليوجا (الأساناس) أيضًا في صحة الرئة من خلال توسيع الصدر وتحسين تدفق الهواء. تُمدّد وضعيات مثل وضعية الكوبرا، وضعية القوس، وضعية الجمل عضلات الصدر وتُقوّيها، مما يُتيح تمددًا أعمق للرئتين ويُحسّن امتصاص الأكسجين. 

تُقوّي وضعيات أخرى مثل وضعية الكلب المتجه للأسفل الحجاب الحاجز وعضلات البطن، مما يُساعد على عملية التنفس، لا تُساعد هذه الوضعيات على تحسين سعة الرئة فحسب، بل تُحسّن أيضًا وضعية الجسم، مما يُخفف الضغط على الرئتين ويُحسّن التنفس.

بسبب الإرهاق وضيق التنفس، يجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة صعوبة في ممارسة الرياضة، من خلال زيادة القوة والقدرة على التحمل تدريجيًا، تساعد اليوجا على زيادة القدرة على التحمل، مما يُسهّل على الأشخاص القيام بالأنشطة الشاقة.

تساعد اليوجا الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة على زيادة نشاطهم البدني وتقليل الآثار العامة لضعف اللياقة البدنية من خلال تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وقوة العضلات.

تقليل الالتهاب

يُعد الالتهاب سمة شائعة لأمراض الرئة المزمنة، مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، مما يؤدي إلى ضيق المجاري الهوائية وصعوبة التنفس. 

لليوغا تأثيرات مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في تقليل هذا الالتهاب، وتحسين تدفق الهواء وتسهيل التنفس، من خلال تحسين الأكسجة وتقليل التوتر، يمكن لليوغا أن تقلل من إنتاج المواد الالتهابية، مما يُكمل العلاجات التقليدية التي تهدف إلى السيطرة على الالتهاب.