الأربعاء 25 يونيو 2025 الموافق 29 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

نزيف ما بعد الولادة الحاد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب| دراسة

الأربعاء 25/يونيو/2025 - 01:49 م
نزيف ما بعد الولادة..
نزيف ما بعد الولادة.. أرشيفية


دراسة حديثة تكشف عن علاقة مهمة بين نزيف ما بعد الولادة وخطر الإصابات المزمنة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث أظهرت النتائج أن النساء اللواتي يعانين من نزيف حاد بعد الولادة يتعرضن لمخاطر متزايدة بشكل كبير، مع استمرار هذه المخاطر لمدى يصل إلى 15 عامًا بعد الولادة.

تفاصيل الدراسة

تعتمد الدراسة على تحليل بيانات ضخمة شملت أكثر من 9.7 مليون امرأة من قارات مختلفة، بما في ذلك أوروبا، أمريكا الشمالية، وآسيا، ما يمنحها أهمية عالمية وشمولية.

أظهرت النتائج أن النساء اللواتي يعانين من نزيف ما بعد الولادة، خاصة في السنة الأولى بعد الولادة، يواجهن احتمالية عالية للإصابة بأمراض القلب مثل قصور القلب، والسكتة الدماغية، ومرض القلب الإقفاري، بالإضافة إلى حدوث الجلطات الدموية أو الأحداث الانصمامية التي تهدد حياة المرأة بشكل مباشر. 

وأكدت التحليلات أن خطر الإصابة بهذه الحالات الصحية يزيد بنسبة تصل إلى 1.76 مرة، بينما تزداد احتمالية الإصابة بمخاطر الانسداد الخثاري بنسبة تصل إلى 2.10 مرة، وهو معدل مرتفع يدل على أهمية التدخل المبكر والمتخصص في متابعة النساء بعد الولادة.

أما العوامل التي تعزز هذا الارتباط فهي وجود مضاعفات صحية أثناء الحمل، مثل ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل، إذ أن النساء اللاتي يعانين من هذه الحالات يكونن أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمشاكل القلبية على المدى الطويل. 

والأكثر إثارة للقلق هو أن تأثير نزيف ما بعد الولادة لا يقتصر على الفترة الزمنية المبكرة بعد الولادة فحسب، بل يمتد ليشمل سنوات عديدة، مما يبرز الحاجة إلى إعادة النظر في سياسات وإرشادات رعاية الأم بعد الولادة.

تدعو الدراسة إلى ضرورة اعتماد إجراءات وقائية تشمل إجراء فحوصات منتظمة ومكثفة للأمراض القلبية والوعائية للنساء اللاتي عانين من نزيف حاد أثناء الولادة، خاصةً في الشهور والسنوات التالية، وذلك بهدف الاكتشاف المبكر للمشاكل الصحية وتقديم العلاجات المبكرة، الأمر الذي يمكن أن ينقذ حياة الكثير من النساء ويخفف من العبء الصحي والاقتصادي على أنظمة الرعاية الصحية.

بالإضافة إلى ذلك، تبرز أهمية تحسين معايير الرعاية الصحية خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تتزايد معدلات نزيف الولادة وصعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية والمتابعة الطبية بعد الولادة. 

وعلى الرغم من أن الدراسة تعتمد بشكل كبير على بيانات من دول ذات اقتصاد قوي، إلا أن نتائجها تؤكد الحاجة الملحة للتوسع في خدمات دعم المرأة خلال فترة ما بعد الولادة، وتحسين السياسات الصحية لمراعاة المخاطر المزمنة التي قد تنشأ بعد نزيف الولادة الحاد.

وفي الختام، تؤكد هذه الدراسة على أهمية التعامل مع نزيف ما بعد الولادة ليس كحالة طارئة تنتهي بوقف النزيف فقط، وإنما كمدخل لنهج شامل يمتد إلى الرعاية الصحية طويلة المدى، بهدف الوقاية من المضاعفات المزمنة وما تشكله من تهديد لحياة المرأة على المدى البعيد، وهو ما يتطلب تنسيق جهودي بين الجهات الصحية، والسياسات الصحية، ومبادرات التوعية المجتمعية.