ارتفاع نزيف الرحم غير الطبيعي ومقاومة الأنسولين: هل هناك علاقة؟

تزداد مقاومة الأنسولين شيوعًا نتيجةً لعوامل نمط الحياة، والعوامل الوراثية، والحالات الطبية، وتلعب العديد من عوامل الخطر نفسها دورًا في نزيف الرحم غير الطبيعي.
تهدف دراسة جديدة إلى إثبات الصلة بين الاثنين كوسيلة للتنبؤ بنزيف الرحم غير الطبيعي بشكل أفضل، ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Menopause في مقال بعنوان "الرحم عضو طرفي: دراسة أولية للعلاقة بين نزيف الرحم غير الطبيعي وفرط الأنسولين في الدم".
أصبح نزيف الرحم غير الطبيعي أكثر شيوعًا، حيث تعاني منه حوالي 30% من النساء في سن الإنجاب، ويركز معظم الأبحاث في هذا المجال حاليًا على تشخيص وعلاج نزيف الرحم غير الطبيعي بدلاً من الوقاية منه، بما في ذلك التركيز على تقليل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كعلاج.
في الوقت نفسه، يتزايد معدل الإصابة بمقاومة الأنسولين، حيث لا تستجيب خلايا الجسم للأنسولين بشكل طبيعي، وما يرتبط بها من حالة فرط الأنسولين (حالة ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم عن المعدل الطبيعي)، وذلك بسبب العديد من عوامل الخطر نفسها، مثل زيادة الوزن (وخاصةً دهون البطن)، وأنماط الحياة الخاملة، وسوء التغذية.

افترض باحثون في دراسة جديدة شملت ما يزيد قليلاً عن 200 امرأة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تتراوح أعمارهن بين 18 و54 عامًا، أن ارتفاع مستوى الأنسولين الصائم يرتبط بأسباب هيكلية وهرمونية للنزيف الرحمي غير الطبيعي.
صُممت هذه الدراسة لتكون أساسًا لدراسات مستقبلية أوسع نطاقًا تبحث في العلاقات المحتملة بين عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتطور أمراض النساء الحميدة، ولكنها تُقدم أدلة أولية على وجود علاقة مهمة بين فرط الأنسولين ونزيف الرحم غير الطبيعي.
في الدراسة الحالية، خضعت المشاركات لتقييم مستوى الأنسولين أثناء الصيام مع قياس مؤشرات إضافية لمتلازمة التمثيل الغذائي، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والبروتين الدهني عالي الكثافة، ونسبة محيط الخصر إلى محيط الورك.
استُخدم الانحدار اللوجستي لدراسة العلاقة بين فرط الأنسولين ونزيف الرحم غير الطبيعي، مع مراعاة عوامل التداخل مثل العمر والعرق والبروتين الدهني منخفض الكثافة، ووُجد ارتباط بين فرط الأنسولين ونزيف الرحم غير الطبيعي، حيث يلعب مؤشر كتلة الجسم دورًا فريدًا في هذه العلاقة.
تقول الدكتورة ستيفاني فوبيون، المديرة الطبية لجمعية انقطاع الطمث: "تُبرز هذه النتائج الأولية الحاجة إلى دراسات طولية أوسع نطاقًا لتأكيد هذه العلاقات، وتحديد الآليات السببية، وتقييم إمكانية معالجة فرط الأنسولين، وزيادة الوزن، والسمنة كجزء من استراتيجيات الوقاية والعلاج من نزيف الرحم غير الطبيعي".