الثلاثاء 01 يوليو 2025 الموافق 06 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما هو التوتر المزمن؟.. تعرف على تأثيره الكيميائي العصبي على الدماغ

السبت 28/يونيو/2025 - 11:58 ص
التوتر المزمن.. أرشيفية
التوتر المزمن.. أرشيفية


يختلف التوتر المزمن عن التوتر العابر، إذ يستمر لفترات طويلة، وقد يُحدث آثارًا بالغة على وظائف الدماغ. يُخلّ التوتر المزمن بالتوازن الداخلي للجسم، ويُغيّر وظائفه الكيميائية العصبية الأساسية، مما يُؤدي إلى اضطرابات نفسية وفسيولوجية. 

وقد تُفسّر الدراسات العلمية حول الآثار الكيميائية العصبية للتوتر المزمن اضطرابات مثل القلق والاكتئاب والخلل الإدراكي.

دور الغدة النخامية الكظرية (HPA)

الغدة النخامية الكظرية (HPA) تُعدّ أحد أهم الأنظمة التي تتأثر بالتوتر المزمن، ويُسبّب التوتر المزمن تنشيطًا متكررًا لهذا المحور، مما يُؤدي إلى ارتفاع مُتكرر في مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الرئيسي. 

يُعدّ الكورتيزول حيويًا عند التعرض لتوتر حاد، بينما يُمكن أن تُؤدي مستوياته المرتفعة على المدى الطويل إلى تدمير هياكل الدماغ، وخاصةً الحُصين، وهو موقع مهم للتعلم والذاكرة.

اختلال توازن النواقل العصبية

يؤثر التوتر المزمن على توازن هذه النواقل العصبية المهمة جدًا، مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين. يرتبط انخفاض مستويات السيروتونين ارتباطًا وثيقًا باضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب والقلق. 

كما يمكن أن ينضب الدوبامين، المسؤول عن المتعة والدافعية، مسببًا اللامبالاة وفقدان أعراض المتعة، ويمكن أن يؤدي انخفاض مستويات النورإبينفرين إلى زيادة الشعور بالإثارة المفرطة والقلق.

التأثيرات على بنية الدماغ ووظائفه

قد يُغير التوتر المزمن بنية الدماغ. يضمر الحُصين مع التعرض المُطول لمستويات زائدة من الكورتيزول، وتتراجع الذاكرة والقدرة على التعلم. 

أما اللوزة الدماغية، المسؤولة عن الخوف والعاطفة، فقد تُصبح مفرطة النشاط، مما يزيد من القلق والحساسية العاطفية، كما تنهار القشرة الجبهية، المسؤولة عن اتخاذ القرار وضبط النفس، تحت وطأة التوتر، مما يُقلل من المرونة الإدراكية والتحكم في الانفعالات.

الاستجابات الالتهابية والمرونة العصبية

يرتبط التوتر المزمن بارتفاع مستويات السيتوكينات الالتهابية في الدماغ. وقد ثبت بالفعل أن المؤشرات الحيوية الالتهابية تُعطل اللدونة المشبكية، وهي قدرة الدماغ على تكوين وإعادة تنظيم المشابك العصبية. 

ويمنع انخفاض اللدونة العصبية التعافي من الأمراض العقلية، ويرتبط بتسبب الأمراض العصبية التنكسية.

للتوتر المزمن آثار كيميائية عصبية عميقة على الدماغ، تؤثر على جميع جوانب المزاج والسلوك والإدراك، وحتى بنية الدماغ، ويكمن سر أهمية تنظيم التوتر في الصحة العقلية والعصبية المثلى في فهم هذه الآثار، يمكن لتقنيات مثل اليقظة الذهنية، والتمارين الرياضية، والعلاج النفسي أن تعكس بعض هذه الآثار وتعزز المرونة.