الأحد 06 يوليو 2025 الموافق 11 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دهون البطن تسبب ضررًا للأوعية الدموية أكثر من الدهون الموجودة تحت الجلد

الإثنين 30/يونيو/2025 - 05:20 م
دهون البطن
دهون البطن


تلعب السمنة دورًا حاسمًا في مدى خطورة تلف الأوعية الدموية، ويعتمد ذلك على أماكن تراكم الدهون الزائدة في الجسم.

هذا ما توصل إليه فريق بحثي من المركز الألماني لأبحاث القلب والأوعية الدموية (DZHK) والمركز الطبي الجامعي في جوتنجن (UMG)، بالتعاون مع باحثين دوليين.

بقيادة البروفيسور أندرياس فيشر، مدير قسم الكيمياء السريرية في المركز الطبي الجامعي في جوتنجن، والدكتورة سناء حسن، العالمة في نفس القسم، تمكن الباحثون من إظهار لأول مرة أن ما يسمى بالنسيج الدهني الأبيض في البطن وتحت الجلد يستجيب بشكل مختلف للإفراط في التغذية.

ويؤدي هذا إلى درجات متفاوتة من الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية، وهي عملية يمكن أن تسبب الالتهاب، وضعف تدفق الدم ، وفي نهاية المطاف أمراض القلب والأوعية الدموية.

تم نشر الدراسة في مجلة Nature Communications.

ليست كل الدهون في الجسم متماثلة

وتضيف الدراسة قطعة مهمة إلى لغز سبب كون الدهون في البطن ضارة بشكل خاص: ففي هذا النسيج الدهني الحشوي، كما هو معروف في المصطلحات الطبية، تؤدي السمنة إلى إعادة تشكيل الأوعية الدموية مما يعزز الالتهاب والخلل الوظيفي.

في المقابل، وجد الباحثون نوعًا خاصًا من خلايا الأوعية الدموية في الأنسجة الدهنية تحت الجلد، وهي خلايا ذات "نوافذ" صغيرة تُعرف باسم الخلايا البطانية المُنَفَذَة.

في الحالة الصحية، يبدو أن هذه الخلايا تدعم وظيفة الأنسجة. ومع ذلك، في حالة السمنة، تقلّ أعدادها بشكل ملحوظ.

يوضح فيشر: "تُظهر نتائجنا أن التغيرات الوعائية المرتبطة بالسمنة تبدأ مبكرًا عما كان يُعتقد سابقًا، وأنها تختلف اختلافًا كبيرًا تبعًا لمكان الدهون، وهذا يضع الأوعية الدموية نفسها في صميم أبحاث السمنة والأمراض الأيضية".

جزيء أساسي لصحة الأوعية الدموية

حدد الفريق أيضًا جزيئًا إشاريًا مهمًا ضروريًا للحفاظ على بنية الأوعية الدموية في الأنسجة الدهنية، وهو VEGFA.

عندما تنخفض مستويات VEGFA، على سبيل المثال بسبب اتباع نظام غذائي غني بالدهون لفترة طويلة، تبدأ الأوعية الدموية في فقدان بنيتها ووظيفتها.

يقول فيشر: "يمكن ملاحظة هذه الآلية ليس فقط لدى الفئران، بل أيضًا في الأنسجة الدهنية البشرية، إنها تفتح آفاقًا جديدة لاستراتيجيات الحفاظ على صحة الأوعية الدموية أو استعادتها في حالات السمنة".

وتجمع الدراسة المنشورة بين تحليلات الخلية الفردية المتطورة وتقنيات التصوير والتجارب الجينية، مما يوفر مستوى غير مسبوق من التفاصيل.

ويختتم حسن، المؤلف الأول للدراسة، قائلاً: "توفر هذه النتائج أساسًا قيمًا للعلاجات المستقبلية، مثل الأساليب الرامية إلى تحسين وظيفة الأوعية الدموية في الأنسجة الدهنية على وجه التحديد ومنع الأمراض الثانوية مثل مرض السكري أو النوبات القلبية".