الجمعة 04 يوليو 2025 الموافق 09 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تعد بطانة الرحم المعيبة سببا لفقدان الحمل؟

الثلاثاء 01/يوليو/2025 - 03:51 م
فقدان الحمل
فقدان الحمل


كشفت نتائج أكبر دراسة من نوعها عن وجود عملية غير طبيعية في بطانة الرحم تُفسر بعض حالات الإجهاض التي كان من الممكن تفاديها.

يمهد هذا البحث الطريق لعلاجات جديدة لبعض النساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرر.

فقدان الحمل

يُفقد حوالي حالة حمل واحدة من كل 6 حالات حمل، غالبًا قبل الأسبوع الثاني عشر، ويزيد كل إجهاض من خطر فقدان حمل آخر. في حين أن تأثير جودة الجنين على خطر الإجهاض قد خضع لدراسة مستفيضة، إلا أن بطانة الرحم ظلت إلى حد كبير "صندوقًا أسود" مفقودًا في مجال طب الإنجاب.

في دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسز"، كشف باحثون عن جزء أساسي من لغز الإجهاض، حيث أرجعوا خطر الإجهاض إلى مشكلة في بطانة الرحم قبل الحمل.

يقدم هذا البحث تفسيرًا علميًا جديدًا لسبب تعرض بعض النساء لفقدان الحمل المتكرر، حتى مع وجود أجنة سليمة.

قالت الدكتورة جوان موتر، الباحثة الرئيسية في كلية وارويك الطبية: "يتعلق الأمر بتحديد حالات الإجهاض التي يمكن الوقاية منها، يُقال للعديد من النساء إنهن عانين من سوء الحظ، لكن نتائجنا تُظهر أن الرحم نفسه قد يُهيئ الظروف لفقدان الحمل، حتى قبل حدوثه".

من خلال تحليل أكثر من 1500 خزعة من أكثر من 1300 امرأة، وجد الفريق أن عملية بيولوجية أساسية تسمى "التفاعل القاعدي"، والتي تعمل على تحضير بطانة الرحم للحمل كل شهر، لا تتقدم بشكل صحيح في كثير من الأحيان عند النساء اللاتي لديهن تاريخ من الإجهاض.

دور بطانة الرحم

دور بطانة الرحم هو استقبال الجنين ودعم نمو المشيمة طوال فترة الحمل. يُحوّل رد الفعل التساقطي بطانة الرحم إلى نسيج داعم لانغراس الجنين.

عندما لا ينشط بشكل كامل أو يُصاب بخلل، يُنشئ بيئة غير مستقرة، مع أنها تسمح بانغراس الجنين، إلا أنها تزيد من خطر النزيف والإجهاض المبكر.

الأهم من ذلك، أن هذا ليس عشوائيًا، فالاستجابة غير الطبيعية في بطانة الرحم، سواءً كانت ضعيفة جدًا أو قوية جدًا، تتكرر خلال الدورات الشهرية لدى بعض النساء بمعدل يفوق بكثير ما تتوقعه الصدفة، وهذا يشير إلى سبب ثابت وقابل للقياس، وربما يكون قابلًا للوقاية، لخطر الإجهاض.

وتظهر الأبحاث أيضًا أن التعرض للإجهاض مرة واحدة يزيد بشكل كبير من احتمالية استجابة بطانة الرحم بشكل غير طبيعي في الدورات المستقبلية، مما يفسر سبب تكرار الإجهاض في كثير من الأحيان.

بناءً على هذا البحث، طوّر الفريق اختبارًا تشخيصيًا لقياس الإشارات الجزيئية لتفاعلات الغدد الصماء السليمة أو غير السليمة.

قالت الدكتورة جيوتسنا فوهرا، مديرة الأبحاث والبرامج والتأثير في تومي: "في كثير من الأحيان، تُترك النساء والأشخاص الذين يلدون والذين يعانون من الصدمة والدمار الناتج عن الإجهاض المتكرر دون إجابات".

وأضافت: "إن هذه النتائج التي توصل إليها مركز تومي الوطني لأبحاث الإجهاض تمهد الطريق ليس فقط لتفسير بعض الحالات ولكن الأهم من ذلك للعلاجات التي يمكن أن تمنع فقدان الحمل في المستقبل".