علماء يبتكرون تقنية "BiTS" لإعادة ضبط الجهاز المناعي دون آثار جانبية

طور فريق بحثي دولي علاجًا مبتكرًا يُعرف باسم BiTS، يهدف إلى إعادة توجيه الجهاز المناعي ومنعه من مهاجمة خلايا الجسم السليمة.
ما هي أمراض المناعة الذاتية؟
تحدث أمراض المناعة الذاتية عندما يختل الجهاز المناعي ويهاجم عن طريق الخطأ أنسجة الجسم السليمة، مما يؤدي إلى أمراض مزمنة مثل:
- داء السكري من النوع الأول
- التصلب اللويحي المتعدد
- التهاب الكبد المناعي الذاتي
ورغم توفر علاجات تخفف الأعراض، إلا أن الكثير منها لا يمنع تلف الأعضاء أو الوفاة المبكرة، وتكون مصحوبة بآثار جانبية خطيرة.
التقنية الجديدة يطلق عليها اسم LAG-3/TCR Bispecific T cell Silencer (BiTS)، وهي طريقة علاجية مبتكرة تعمل على تثبيط الخلايا التائية (T-cells) المسؤولة عن الهجمات المناعية الذاتية.
كما أن هذه التقنية تعمل على إعادة برمجة الجهاز المناعي ليصبح أقل عدوانية تجاه الجسم، فضلا عن تقليل الحاجة للعلاجات المثبطة للمناعة التقليدية ذات الآثار الجانبية الخطرة.

الفرق بين BiTS والعلاجات التقليدية
على عكس تقنيات مثل CAR-T، التي تعتمد على تعديل الخلايا التائية بشكل مباشر وقد تؤدي إلى مضاعفات مثل السمية العصبية، فإن BiTS له العديد من الفوائد كما يلي:-
1- يستخدم أجسامًا مضادة مصممة خصيصًا تستهدف بدقة الخلايا التائية المهاجمة فقط.
2- لا يثبط الجهاز المناعي بالكامل، بل يوجهه بعيدًا عن مهاجمة الأنسجة السليمة.
3- يقلل من الأعراض الجانبية ويحافظ على دفاع الجسم ضد العدوى.
اختبر الباحثون العلاج على نماذج حيوانية من فئران مصابة بأمراض مناعية في حالات التهاب الكبد المناعي الذاتي، أظهر العلاج انخفاضًا في تسلل الخلايا التائية إلى الكبد وتراجع تلف الأنسجة.
أما في نموذج التصلب اللويحي، ساهم العلاج في منع تطور المرض عند إعطائه بشكل وقائي.
وقال الدكتور جيا يو، الباحث المشارك في الدراسة إلى أن BiTS يمثل نهجًا علاجيًا فعالًا قد يمتد ليشمل أمراضًا مناعية أخرى.
كما أكد الدكتور جون وانغ، من مركز لانغون بجامعة نيويورك أن هذه التقنية تفتح الباب أمام علاجات مناعية دقيقة تستهدف السبب الجذري للمرض دون الإضرار بالجسم.
كما نشرت الدراسة في مجلة Cell العلمية المرموقة، ويأمل العلماء أن تمهد نتائج التجارب الحيوانية الطريق لبدء التجارب السريرية البشرية قريبًا.