دراسة: السمنة في الدم تزيد من خطورة سرطان الثدي العدواني

يُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، وهو مصدر قلق رئيسي للصحة العامة، نظرًا لارتفاع معدل الإصابة والوفيات المرتبطة به، من بين أنواعه، يُبرز سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC) بشكل خاص، نظرًا لطبيعته العدوانية وتوقعاته السيئة للشفاء.
ما هو سرطان الثدي الثلاثي السلبي؟
يتميز هذا النوع بعدم وجود ثلاثة مستقبلات هرمونية رئيسية: مستقبل الإستروجين، ومستقبل البروجسترون، ومستقبل عامل نمو البشرة البشري 2، وهو ما يُصعب خيارات العلاج التقليدية التي تعتمد على استهداف هذه المستقبلات.
ونتيجة لذلك، يعتمد العلاج غالبًا على الكيموفوبي والتدخلات السامة للخلايا، مما يجعل المرض أكثر عدوانية ويؤدي إلى ارتفاع معدلات الانتكاس وانخفاض نسب البقاء على قيد الحياة مقارنةً بأنواع أخرى من سرطان الثدي.

اكتشافات حديثة تُغير مفهوم علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي
تشير دراسات حديثة أجراها باحثون من جامعة بوسطن إلى أن الإكسوسومات، وهي حويصلات نانوية تحمل البروتينات والحمض النووي الريبوزي، تلعب دورًا محوريًا في تحفيز وتحويل خصائص خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي من الخمول إلى السرعة العالية في الحركة والانتشار.
وتُعد هذه الدراسة الأولى التي تُوضح كيف يمكن لبيئة مرض السكري، خاصة عبر الإكسوسومات التي تصدر من الأنسجة المصابة، أن تحفز تحور الخلايا السرطانية وتزيد من عدوانيتها، معتمدةً على بروتينات Rho التي تنظم إشارات نقل الخلايا.
نتائج البحث وأهميته
استخدم الباحثون نماذج حيوانية تتبع أنظمة غذائية مختلفة، حيث أدى النظام الغذائي الغني بالدهون إلى مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن، بينما حافظ الآخر على الرشاقة، تم جمع الإكسوسومات من الدم والدهون بعد 12 أسبوعًا، وتم تطبيقها على خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي، ما أدى إلى تحولها إلى خلايا غازية عالية الحركة.
بحلول نهاية التجارب، أظهرت النتائج أن الإكسوسومات الناتجة عن السمنة تُعزز من انتشار السرطان، مما يفتح الباب أمام تطوير اختبارات دم غير جراحية لقياس مستويات الإكسوسومات كمؤشرات حيوية لخطورة الانتشار، وكذلك استهداف بروتين Rho لعلاج فعال.
توجهات مستقبلية وأهداف البحث
يتطلع الباحثون إلى تطوير أدوات تشخيصية مبكرة وتدخلات علاجية تستهدف الإكسوسومات والبروتينات المرتبطة بها، بهدف تقليل خطر الانتشار وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى. ويؤكد المؤلفون أن هذه الأبحاث تمهد الطريق لفحوصات دم غير جراحية وكذلك أدوية موجهة، مما يزيد من فرص إدارة سرطان الثدي الثلاثي السلبي بشكل أكثر دقة وفعالية.