الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

فقدان الوزن من خلال التخسيس.. كيف يغير نشاط الميكروبيوم والدماغ؟

الخميس 21/ديسمبر/2023 - 03:15 ص
فقدان الوزن من خلال
فقدان الوزن من خلال التخسيس


في جميع أنحاء العالم، يعاني أكثر من مليار شخص من السمنة، التي تعد عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان.

لكن فقدان الوزن بشكل دائم ليس بالأمر السهل، فمن المعروف أن التفاعلات المعقدة بين أجهزة الجسم مثل فسيولوجيا الأمعاء والهرمونات والدماغ تعمل ضد ذلك، وفق ما أكده موقع ميديكال إكسبريس.

إحدى طرق فقدان الوزن هي تقييد الطاقة المتقطعة (IER)، حيث تتناوب أيام الصيام النسبي مع أيام تناول الطعام بشكل طبيعي.

وقال المؤلف الأخير، الدكتور تشيانج تسنج، باحث في معهد الإدارة الصحية بمستشفى جيش التحرير الشعبى الصيني العام في بكين: «هنا نظهر أن نظام IER الغذائي يغير محور ميكروبيوم الأمعاء والدماغ البشري، والتغيرات الملحوظة في ميكروبيوم الأمعاء وفي النشاط في مناطق الدماغ ذات الصلة أثناء وبعد فقدان الوزن هي ديناميكية للغاية ومقترنة بمرور الوقت».

نشرت الدراسة في مجلة Frontiers in Cellular and Infection Microbiology.

المسار السريع لخسارة الوزن

استخدم الباحثون علم الميتاجينوميات على عينات البراز، وقياسات الدم، والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لدراسة التغيرات في تكوين ميكروبيوم الأمعاء، والمعايير الفسيولوجية وتكوين المصل، ونشاط الدماغ لدى 25 امرأة ورجلًا صينيًا يعانون من السمنة المفرطة ويتبعون نظامًا غذائيًا IER.

كان عمر المشاركين في المتوسط ​​27 عامًا، وكان مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 28 و45.

وأوضح المؤلف المشارك، الدكتور يونجلي لي: «إن وجود ميكروبيوم صحي ومتوازن في الأمعاء أمر بالغ الأهمية لاستتباب الطاقة والحفاظ على الوزن الطبيعي، وفي المقابل، يمكن لميكروبيوم الأمعاء غير الطبيعي أن يغير سلوكنا الغذائي من خلال التأثير على منطقة معينة في الدماغ مرتبطة بالإدمان».

أولًا، خضع المشاركون لمرحلة صيام عالية التحكم لمدة 32 يومًا، حيث تلقوا وجبات شخصية مصممة من قبل اختصاصي تغذية، مع انخفاض قيمة السعرات الحرارية تدريجيًا إلى ربع استهلاكهم الأساسي من الطاقة، ثم أمضوا 30 يومًا في مرحلة صيام منخفضة التحكم، حيث تم إعطاؤهم قائمة بالأطعمة الموصى بها: سيحصل المشاركون الذين التزموا تمامًا بهذا النظام الغذائي على 500 سعرة حرارية يوميًا للنساء و600 سعرة حرارية يوميًا للرجال.

تغييرات متزامنة في نشاط الدماغ وميكروبيوم الأمعاء

بحلول نهاية الدراسة، انخفض وزن الجسم بمعدل 7.6 كجم، أو 7.8%. وكما هو متوقع، فقد خضعوا لتخفيضات في الدهون في الجسم ومحيط الخصر.

وبالمثل، انخفض ضغط الدم لديهم ومستويات مصل الجلوكوز في بلازما الصيام والكوليسترول الكلي والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، كما انخفض نشاط إنزيمات الكبد الرئيسية.

تشير هذه إلى أن IER يساعد في تقليل الأمراض المصاحبة المرتبطة بالسمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وفرط شحميات الدم واختلال وظائف الكبد.

لاحظ الباحثون انخفاضًا بعد IER في نشاط مناطق الدماغ المرتبطة بتنظيم الشهية والإدمان.

داخل ميكروبيوم الأمعاء، زادت بشكل حاد وفرة بكتيريا Faecalibacterium prausnitzii، وParabacteroides distasonis، وBacteroklesuniformis، في حين انخفض عدد بكتيريا Escherichia coli.

أظهرت التحليلات الإضافية أن وفرة بكتيريا E. coli، وCoprococcus، وبكتيريا Eubacterium hallii ارتبطت سلبًا بنشاط التلفيف الجبهي السفلي المداري الأيسر للدماغ - المعروف بأنه يلعب دورًا رئيسيًا في الوظيفة التنفيذية، بما في ذلك إرادتنا لإنقاص الوزن.

في المقابل، كانت وفرة البكتيريا P. distasonis وFlavonifracctor plautii مرتبطة بشكل إيجابي مع مناطق نشاط الدماغ المرتبطة بالانتباه، وتثبيط الحركة، والعاطفة، والتعلم.

تشير هذه النتائج إلى أن التغيرات في الدماغ والميكروبيوم أثناء وبعد فقدان الوزن مرتبطة ببعضها البعض، إما لأنها تسبب بعضها البعض، أو لأن هناك عامل آخر غير معروف يسبب كليهما. ولأن الدراسة ارتباطية، فإنها لا تستطيع تحديد اتجاه السببية الأساسية.