الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف يتضرر الجسم من الإفراط في تناول البروتين؟.. محاذير صحية خطيرة

الثلاثاء 20/فبراير/2024 - 10:00 م
 تناول البروتين
تناول البروتين


اكتشف باحثون في كلية الطب بجامعة بيتسبرج آلية جزيئية يمكن من خلالها أن يزيد البروتين الغذائي المفرط من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.

نشرت النتائج في مجلة Nature Metabolism.

وأظهرت الدراسة، التي جمعت بين تجارب بشرية صغيرة وتجارب على الفئران والخلايا في طبق بيتري، أن استهلاك أكثر من 22% من السعرات الحرارية الغذائية من البروتين يمكن أن يؤدي إلى زيادة تنشيط الخلايا المناعية التي تلعب دورًا في تكوين لويحات تصلب الشرايين، مما يؤدي إلى المرض، وفقا لما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.

علاوة على ذلك، أظهر العلماء أن أحد الأحماض الأمينية - الليوسين - يبدو أن له دور غير متناسب في تحريك المسارات المرضية المرتبطة بتصلب الشرايين، أو الشرايين المتصلبة.

وقال المؤلف الكبير والمشارك في الدراسة، باباك رزاني، أستاذ أمراض القلب: «تظهر دراستنا أن زيادة كمية البروتين التي تتناولها سعيًا للحصول على صحة استقلابية أفضل ليس علاجًا سحريًا، فقد تسبب ضررًا حقيقيًا لشرايينك».

وأضاف: «أملنا هو أن يبدأ هذا البحث محادثة حول طرق تعديل الأنظمة الغذائية بطريقة دقيقة يمكن أن تؤثر على وظائف الجسم على المستوى الجزيئي وتخفف من مخاطر الأمراض».

وفقا لدراسة استقصائية للنظام الغذائي الأمريكي العادي على مدى العقد الماضي، يستهلك الأمريكيون عموما الكثير من البروتين، معظمهم من مصادر حيوانية.

علاوة على ذلك، يتلقى ما يقرب من ربع السكان أكثر من 22% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية من البروتين وحده.

أضرار الإفراط في تناول البروتين

يقول رزاني إن هذا الاتجاه من المحتمل أن يكون مدفوعًا بالفكرة الشائعة القائلة بأن البروتين الغذائي ضروري لحياة صحية.

لكن فريقه ومجموعاته الأخرى أظهرت أن الاعتماد المفرط على البروتين قد لا يكون أمرًا جيدًا للصحة على المدى الطويل.

بعد بحثهم في عام 2020، والذي أظهر فيه مختبر رزاني لأول مرة أن البروتين الغذائي الزائد يزيد من خطر تصلب الشرايين لدى الفئران، تعمقت دراسته التالية بالتعاون مع بيتينا ميتندورفر، خبيرة التمثيل الغذائي في جامعة ميسوري، كولومبيا، في البحث بشكل أعمق الآلية المحتملة وأهميتها لجسم الإنسان.

للوصول إلى الإجابة، تعاون مختبر رازاني، بقيادة المؤلفين الأوائل شيانجيو تشانج، وديفيا كابور، مع مجموعة ميتندورفر لدمج خبراتهم في علم الأحياء الخلوي والتمثيل الغذائي وإجراء سلسلة من التجارب عبر مختلف المجالات.

وقال ميتندورف: «لقد أظهرنا في دراساتنا الآلية أن الأحماض الأمينية، التي هي في الحقيقة اللبنات الأساسية للبروتين، يمكن أن تسبب المرض من خلال آليات إشارات محددة ومن ثم تغير عملية التمثيل الغذائي لهذه الخلايا، على سبيل المثال، يمكن للخلايا المناعية الصغيرة الموجودة في الأوعية الدموية والتي تسمى البلاعم أن تؤدي إلى تطور تصلب الشرايين».

واستنادًا إلى تجارب أولية على أشخاص أصحاء لتحديد الجدول الزمني لتنشيط الخلايا المناعية بعد تناول وجبات غنية بالبروتين، قام الباحثون بمحاكاة ظروف مماثلة في الفئران وفي الخلايا البلعمية البشرية، وهي الخلايا المناعية التي أظهرت أنها حساسة بشكل خاص للأحماض الأمينية المشتقة من بروتين.

وأظهر عملهم أن استهلاك أكثر من 22% من السعرات الحرارية الغذائية اليومية من خلال البروتين يمكن أن يؤثر سلبًا على الخلايا البلعمية المسؤولة عن إزالة الحطام الخلوي، مما يؤدي إلى تراكم تلك الخلايا داخل جدران الأوعية الدموية وتفاقم لويحات تصلب الشرايين مع مرور الوقت.

ومن المثير للاهتمام أن تحليل الأحماض الأمينية المنتشرة أظهر أن الليوسين - وهو حمض أميني غني بالأطعمة المشتقة من الحيوانات مثل لحم البقر والبيض والحليب - هو المسؤول الأول عن التنشيط غير الطبيعي للبلاعم وخطر تصلب الشرايين، مما يشير إلى وسيلة محتملة لمزيد من الأبحاث حول تعديل النظام الغذائي الشخصي.

ويحرص رزاني على الإشارة إلى أن العديد من الأسئلة لا تزال بحاجة إلى إجابة، أهمها: ماذا يحدث عندما يستهلك الشخص ما بين 15% من السعرات الحرارية اليومية من البروتين كما أوصت به وزارة الزراعة الأمريكية و22% من السعرات الحرارية اليومية من البروتين.

هذه النتائج ذات أهمية خاصة في المستشفيات، حيث يوصي خبراء التغذية في كثير من الأحيان بالأطعمة الغنية بالبروتين للمرضى الأكثر مرضا للحفاظ على كتلة العضلات وقوتها.

وقال رزاني: «ربما يكون من الخطأ زيادة حمل البروتين بشكل أعمى، بدلًا من ذلك، من المهم النظر إلى النظام الغذائي ككل واقتراح وجبات متوازنة لا تؤدي عن غير قصد إلى تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصة لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات الأوعية الدموية».