إجراء جراحي يقلل آلام الظهر المزمنة

أعلن باحثون عن نتائج إيجابية للمرضى الذين يعانون من آلام مزمنة في أسفل الظهر، والذين تم علاجهم باستخدام حقنة واحدة داخل القرص من VIA Disc NP، وهو منتج نواة لبية متماثل مشتق من أنسجة القرص المتوفى.
تم توثيق انخفاضات كبيرة في شدة آلام الظهر والضعف الوظيفي على مدى فترة 12 شهرًا، مما يشير إلى إمكانية اتباع نهج علاجي طفيف التوغل للمرضى الذين يعانون من آلام القرص القطني المزمنة التي لا تستجيب للإدارة المحافظة.
يظل آلام أسفل الظهر المزمنة المرتبطة بانحلال القرص الفقري تحديًا سريريًا كبيرًا، وخاصة بالنسبة للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج المحافظ.
ينشأ ألم القرص الفقري نتيجة تغيرات هيكلية وكيميائية حيوية في النواة اللبية، وهي مكون هلامي للقرص مسؤول عن الحفاظ على ارتفاعه وامتصاص الضغط الميكانيكي.
يُضعف التنكس التدريجي سلامة القرص الفقري، مما يؤدي إلى ألم مزمن، وضعف في الوظيفة، وانخفاض في جودة الحياة.
قد تُخفف التدخلات الجراحية، مثل دمج الفقرات واستبدال القرص، من الألم، إلا أنها تنطوي على مخاطر كبيرة وفترة نقاهة طويلة.
برزت أساليب جراحية طفيفة التوغل باستخدام منتجات بيولوجية، مثل VIA Disc NP، كبدائل غير جراحية محتملة للمرضى الذين يعانون من آلام قرصية قطنية لا تستجيب للعلاج المحافظ.

تفاصيل الدراسة
في دراسة بعنوان" زرع النواة اللبية التكميلية في المرضى الذين يعانون من آلام القرص القطني: نتائج دراسة جدوى مستقبلية"، التي نشرت في مجلة BMC Musculoskeletal Disorders، أجرى الباحثون دراسة سريرية مستقبلية أحادية الذراع في ستة مواقع في الولايات المتحدة لتقييم تأثير الحقن داخل القرص من VIA Disc NP على شدة آلام الظهر والضعف الوظيفي في المرضى الذين يعانون من آلام القرص القطني المزمنة التي لا تستجيب للعلاج المحافظ.
تم تسجيل 28 بالغًا، منهم 22 مشاركًا أكملوا متابعة لمدة 12 شهرًا. تلقى المرضى حقنة واحدة بجرعة 100 ملغ من VIA Disc NP، وهو منتج نسيجي دقيق من أقراص الفقرية المتبرع بها من جثث، مُعاد تكوينه بمحلول ملحي.
تحت توجيه فلوري، تم إدخال المنتج إلى الأقراص القطنية المستهدفة (L1-S1) عبر إبرة نخاعية، وخرج المرضى في نفس اليوم. أُجريت تقييمات المتابعة بعد شهر، وثلاثة أشهر، وستة أشهر، واثني عشر شهرًا.
أظهر المشاركون في الدراسة انخفاضًا بنسبة 43% في شدة آلام الظهر من الأساس إلى 12 شهرًا.
انخفضت درجات مقياس التقييم الرقمي (NRS)، وهو مقياس ذاتي لشدة الألم يتراوح من 0 (لا يوجد ألم) إلى 10 (أسوأ ألم ممكن)، من 7.1 في البداية إلى 3.8 بعد 12 شهرًا؛ وحقق 64% من المشاركين انخفاضًا بنسبة 30% على الأقل في شدة الألم، وأبلغ 55% عن انخفاض بنسبة 50% أو أكثر.
أفاد ما يقرب من 60% من المشاركين بدرجة شدة ألم تبلغ 3 أو أقل بعد 12 شهرًا، وهو ما يلبي عتبة حالة الأعراض المقبولة للمريض (PASS)، والتي تشير إلى مستوى الألم الذي يدركه المريض على أنه قابل للإدارة.
انخفضت درجات مؤشر أوزويستري للإعاقة (ODI)، وهو مقياس موحد للإعاقة المرتبطة بألم أسفل الظهر، ويُقيّم الضعف الوظيفي في الأنشطة اليومية، بنسبة 50% من بداية الدراسة وحتى 12 شهرًا.
حقق حوالي 59% من المشاركين تحسنًا سريريًا ملحوظًا في الضعف الوظيفي، والذي يُعرّف بأنه انخفاض بنسبة 30% على الأقل عن بداية الدراسة.
وانخفضت نسبة الضعف الشديد أو المُشلّل من 82% من المشاركين عند بداية الدراسة إلى 18% بعد 12 شهرًا.
أبلغ 3 مشاركين عن آثار جانبية خفيفة أو متوسطة مرتبطة بالمنتج، بما في ذلك آلام الظهر، وتشنجات العضلات، وآلام الفخذ، وقد تم حلها دون أي تدخل إضافي.
صُنف أحد الآثار الجانبية الخطيرة، الذي تضمن التهاب موضع الحقن، على أنه مرتبط بالإجراء، وتم حله دون الحاجة إلى تدخل جراحي إضافي.
تشير النتائج إلى أن هذا النهج الأقل تدخلاً قد يوفر بديلاً غير جراحي لإجراءات العمود الفقري الأكثر تدخلاً، مما قد يسد فجوة العلاج للمرضى الذين لا يستوفون المعايير الجراحية.
إن صغر حجم العينة، وعدم وجود مجموعة تحكم، وغياب التصوير المتابعة لتقييم التغيرات البنيوية، كلها عوامل تحد من إمكانية تعميم النتائج.
إن إجراء دراسات أكبر وأكثر خضوعًا للرقابة مع متابعة موسعة أمر ضروري لتأكيد متانة تأثيرات العلاج وتقييم السلامة والفعالية على المدى الطويل.