الثلاثاء 17 يونيو 2025 الموافق 21 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما علاقة الالتهاب وتغيرات الدماغ لدى مرضى الفصام؟

الأحد 18/مايو/2025 - 04:13 م
الفصام
الفصام


توصلت دراسة جديدة إلى وجود صلة بيولوجية بين الالتهاب والعجز في الدافع لدى الأفراد المصابين بالفصام، مما يوفر أملاً جديداً لعلاج الأعراض التي طالما كانت مقاومة للعلاجات الحالية.

نشرت الدراسة في مجلة Neuropsychopharmacology، ووجدت أن المستويات المرتفعة من البروتين التفاعلي-C - وهو مؤشر حيوي في الدم للالتهاب الذي ينتجه الكبد - كانت مرتبطة بانخفاض النشاط في الدوائر الدماغية المرتبطة بالمكافأة والدافع.

ارتبطت هذه التغيرات الدماغية، بدورها، بأعراض سلبية للفصام مرتبطة بضعف الدافعية، مثل صعوبة إيجاد عمل أو علاقات أو دراسة.

لم يرتبط الالتهاب بأعراض أخرى للفصام، مثل الهلوسة أو الأوهام أو الاكتئاب.

تُعد هذه النتائج مهمة لأن الأدوية المضادة للذهان الحالية لا تعالج هذه النقائص التحفيزية، بل قد تُفاقمها في بعض الحالات، كما ترتبط هذه الأعراض ارتباطًا وثيقًا بضعف النتائج الوظيفية لدى مرضى الفصام.

تفاصيل الدراسة

ركز الباحثون على دائرة دماغية رئيسية تشمل المخطط البطني والقشرة الجبهية الأمامية البطنية - وهي مناطق أظهرت الدراسات السابقة أنها حساسة للالتهابات.

يقول ديفيد جولدسميث، أستاذ مشارك في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة إيموري: "هذه هي أول دراسة في مرض الفصام تربط الالتهاب بالتغيرات الدماغية في دوائر المكافأة والأعراض التحفيزية المحددة".

وأضاف أنه "من خلال تحديد الآلية البيولوجية الكامنة وراء هذه الأعراض، أصبحنا أقرب إلى تطوير علاجات مستهدفة يمكن أن تقدم راحة حقيقية للمرضى".

تدعم الدراسة نهج الطب الدقيق من خلال الإشارة إلى أن العلاجات التي تستهدف الالتهاب قد تفيد فئة محددة فقط من المرضى، أي أولئك الذين لديهم علامات التهابية مرتفعة وتحديات تحفيزية كبيرة.

على سبيل المثال، فشلت الدراسات السابقة للأدوية التي تستهدف الالتهاب لدى مرضى الفصام إلى حد كبير لعدم تحديد المرضى الذين سيستفيدون من هذه الأساليب.

ساعد هذا العمل في وضع الأساس لتجربة طبية تجريبية حالية في إيموري لاختبار عقار إنفليكسيماب المضاد للالتهابات، والذي يستخدم عادة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء، لدى المرضى المصابين بالفصام الذين يعانون من التهاب شديد وعجز في التحفيز.

هذه هي الدراسة الأولى التي أجريت على عقار إنفليكسيماب في هذه الفئة من المرضى، وهي مصممة لاختبار ما إذا كان تأثير الالتهاب على هذه الدائرة وهذه الأعراض قد يكون سببيًا.

يقول جولدسميث: "هناك حاجة ملحة لتطوير استراتيجيات جديدة لعلاج الأعراض السلبية للفصام، الذي لا يزال من أهم الاحتياجات غير الملباة في هذا المجال. نأمل أن يُغيّر هذا المسار البحثي هذا الوضع، وإذا أردنا دعم التعافي من الفصام، فيجب أن نكون قادرين على علاج هذه الأعراض".