الثلاثاء 17 يونيو 2025 الموافق 21 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يؤدي العلاج النفسي إلى تغيرات في الدماغ تخفف الألم المزمن؟

الإثنين 19/مايو/2025 - 03:43 م
العلاج النفسي
العلاج النفسي


آلام الظهر، والصداع النصفي، والتهاب المفاصل، وأعراض الارتجاج طويلة الأمد، والمضاعفات التي تلي علاج السرطان، هذه ليست سوى عدد قليل من الحالات المرتبطة بالألم المزمن.

هذا الألم يؤثر على 1 من كل 5 بالغين والذي لا يكون الدواء هو الحل دائمًا.

الآن، تقدم دراسة مراجعة جديدة نظرة ثاقبة حول كيفية قدرة أنواع محددة من العلاج النفسي على المساعدة في تخفيف هذا الألم من خلال التغيرات الجسدية في الدماغ.

نُشرت المقالة البحثية اليوم في مجلة ذا لانسيت، وقد أشرفت على الدراسة البروفيسورة لين فاز من قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة آرهوس.

وقالت فاز: "عادةً ما يلجأ الناس إلى الطبيب عند الشعور بالألم، وعادةً ما يصف لهم الطبيب أدويةً لتخفيف الألم. لكن الأدوية لا تُجدي نفعًا دائمًا في علاج الألم المزمن، ويبحث العديد من الأطباء عن خيارات علاجية أخرى، ويُعدّ العلاج النفسي أحد هذه البدائل، ونحن الآن أقرب خطوة إلى فهم آلية عمله بدقة".

التفسير العلمي

ليس جديدًا أن العلاج النفسي قادر على تخفيف الألم، الجديد هو التفسير العلمي المفصل لذلك.

أظهرت دراسات عديدة أن المرضى يشعرون بألم أقل بعد العلاج النفسي، ولكن هل هذا مجرد شعور؟ هل تُشتت المعالجة العقلية انتباهنا وتساعدنا على التأقلم مع الألم؟ أم أن تغيرات جسدية تحدث بالفعل؟

استعرضت فاز وزملاؤها عددًا من الدراسات السابقة، كل دراسة بمفردها صغيرة جدًا وغير حاسمة، مما لا يسمح باستخلاص استنتاجات قاطعة حول التغيرات الجسدية لدى المرضى.

ومع ذلك، عندما حلل الباحثون هذه الدراسات معًا، ظهر نمط واضح.

وقالت فاز: "نحتاج إلى المزيد من الدراسات قبل أن نتمكن من تحديد عناصر العلاج النفسي التي تؤثر على الدماغ بدقة علمية، وكيفية تأثيرها، ومع ذلك، فإن التحليل الذي ننشره اليوم يقدم مؤشرات واضحة على أهم عناصر العلاج النفسي، وكيفية ارتباطها بالتغيرات في طريقة معالجة الدماغ والحبل الشوكي للألم".

تسلّط فاز الضوء على العلاج السلوكي المعرفي (CBT) كطريقة تُظهر نتائج واضحة.

يُركّز هذا النوع من العلاج، من بين أمور أخرى، على تغيير أنماط التفكير التلقائية، الأفكار والمشاعر التي تنشأ عندما لا نفكّر بنشاط، ويكون الدماغ في حالة تشغيل تلقائي.

عندما نكون في هذه الحالة، تنشط شبكة محددة في الدماغ تُعرف بشبكة الوضع الافتراضي.

تتفاعل هذه الشبكة مع شبكات دماغية أخرى مرتبطة مباشرةً بالألم والعواطف.

الآن، يستطيع الباحثون أن يلاحظوا - ببساطة - أن نشاط هذه الشبكات يتغير عندما يغير الناس أنماط تفكيرهم وعواطفهم من خلال العلاج.

وقالت فاز: "عندما تشعر بالألم، قد يسيطر عليك بسهولة، قد تقلق بشأن تأثيره على عملك أو عائلتك، وقد تتجنب القيام بأشياء كنت تستمتع بها سابقًا، إذا تمكنت من التخلص من هذه الأفكار والمشاعر والعودة إلى عيش حياتك بشكل طبيعي قدر الإمكان، يمكننا أن نرى أن هذا يرتبط بتغيرات ملحوظة في الدماغ، وانخفاض الألم، وتحسين جودة الحياة".

وتعتقد البروفيسور فاز أن هذه المعرفة الجديدة يمكن استخدامها بشكل فعال من قبل علماء النفس والأطباء والمرضى.

وأضافت: "حتى الآن، ما نعرفه أكثر هو تأثير الجلوس وجهًا لوجه مع طبيب نفسي، ولكن للأسف، لا يوجد عدد كافٍ من الأطباء النفسيين لعلاج جميع من يعانون من الألم. لحسن الحظ، يبدو أن الأطباء وأخصائيي العلاج الطبيعي والممرضين يمكنهم أيضًا توجيه المرضى نحو طرق تفكير لتخفيف الألم، وقد يتمكن البعض من مساعدة أنفسهم".