الأحد 08 يونيو 2025 الموافق 12 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة جديدة تؤكد: جودة الأطعمة أهم من النظام الغذائي لصحة القلب

الأحد 01/يونيو/2025 - 09:24 م
صحة القلب.. أرشيفية
صحة القلب.. أرشيفية


وجدت دراسة حديثة، استمرت لعقود وشارك فيها ما يقرب من 200 ألف شخص، أن جودة الطعام المُستهلك تعتبر من العوامل الأساسية لحماية القلب، وتُعادل في أهميتها اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات أو قليل الدهون، وتشير نتائج الدراسة إلى أن اختيار الأطعمة الصحية والعالية الجودة يلعب دورًا حاسمًا في تحسين صحة القلب.

على مدى العشرين عامًا الماضية، رُوّج للأنظمة الغذائية المنخفضة الكربوهيدرات والدهون لفوائدها المحتملة، مثل التحكم في الوزن وتحسين مستويات السكر والكوليسترول، إلا أن مدى تأثيرها على تقليل خطر أمراض القلب لا يزال موضوع نقاش.

وأظهرت الدراسة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة النباتية والحبوب الكاملة مرتبطة بنتائج أفضل لصحة القلب ووظائف التمثيل الغذائي. 

في المقابل، ارتبطت أنظمة تقليل الكربوهيدرات والدهون التي تُركز على الأطعمة غير الصحية بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

سيتم عرض النتائج خلال مؤتمر التغذية 2025، وهو الحدث الرئيسي للجمعية الأمريكية للتغذية، الذي عُقد في الفترة من 31 مايو إلى 3 يونيو في أورلاندو.

تفاصيل الدراسة

وشملت الدراسة 43,430 رجلًا من دراسة متابعة المهنيين الصحيين (1986-2016)، و64,164 امرأة من دراسة صحة الممرضات (1986-2018)، و92,189 امرأة من دراسة صحة الممرضات الثانية (1991-2019). 

تتبع الباحثون عادات أكثر من 200 ألف مشارك على مدى عقود، مع التركيز على نمط حياتهم الغذائي وما إذا كانوا أصيبوا بأمراض القلب.

باستخدام استبيانات مفصلة، قيّم الباحثون مدى صحة الخيارات الغذائية للمشاركين ضمن أنواع الأنظمة الغذائية المختلفة، وصنّفوا الأطعمة من حيث الجودة، فالكربوهيدرات والدهون والبروتينات من مصادر مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والمكسرات والبقول كانت تُعتبر عالية الجودة، بينما صنفت الكربوهيدرات المتمثلة في البطاطس والحبوب المكررة، والدهون المشبعة من مصادر حيوانية، على أنها منخفضة الجودة.

بالإضافة إلى ذلك، قام الباحثون بقياس مئات المؤشرات في الدم لدى أكثر من 10,000 مشارك لتقييم تأثير جودة النظام الغذائي على التوازن الأيضي، مما أتاح فهمًا أعمق للآثار البيولوجية لهذه الأنماط الغذائية.

وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين اتبعوا أنظمة غذائية صحية، سواء كانت منخفضة الكربوهيدرات أو قليلة الدهون، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية، في حين ارتفعت احتمالات الإصابة عند من يتبعون أنظمة غير صحية. 

إذ قللت الأنماط الصحية من خطر أمراض القلب بحوالي 15%، بغض النظر عن نوع النظام الغذائي.

وتؤكد الدراسات أن تحسين نوعية الطعام، عبر التركيز على الأطعمة النباتية الكاملة والمنخفضة المعالجة، وتقليل الحبوب المكررة والسكريات والأطعمة الحيوانية، هو أمر ضروري لصحة القلب. 

ويقترح الباحثون العديد من الإجراءات لتحسين النظام الغذائي، مثل زيادة استهلاك الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والمكسرات والبقول، وتقليل اللحوم المصنعة والكربوهيدرات المكررة والسكريات، مع ضرورة الانتباه لمحتوى مكونات الأطعمة المعلبة والمصنعة.

ويعتزم الباحثون في المستقبل دراسة عوامل إضافية تؤثر على العلاقة بين نوعية الطعام وصحة القلب، بما يشمل العوامل الوراثية وأنماط الحياة والمؤشرات الأيضية، فضلاً عن استكشاف كيفية تأثير أنظمة منخفضة الكربوهيدرات أو الدهون على نتائج صحية أخرى، مثل مرض السكري من النوع الثاني والسرطان، هذه الأفكار ستساعد في تطوير توصيات غذائية مخصصة لكل فرد بناءً على حالته الصحية الخاصة