هل يؤثر الألم النفسي على صحة الإنسان؟ .. استشارى: قد يتحول إلى مرض جسدي

هل يؤثر الألم النفسي على صحة جسد الإنسان؟ .. أكد الدكتور عصام عبدالخالق، استشاري علاج الآلام، وجود علاقة وثيقة بين الصحة النفسية والجسدية، مشيرا إلى أن الألم النفسي لا يظل حبيسا في العقل والمشاعر فحسب، بل قد ينعكس فعليا على الجسد في صورة آلام حقيقية، دون وجود سبب عضوي ظاهر.
هل يؤثر الألم النفسي على صحة الإنسان؟
وقال فى تصريحات اعلامية إن كثيرا من المرضى يعانون آلاما مزمنة في مناطق متفرقة من الجسم، ورغم إجراء كافة الفحوصات والتحاليل اللازمة التي تثبت سلامتهم عضويا، فإن الألم يستمر بشكل مزعج ومؤثر وفي هذه الحالات لا يمكن القول إن المريض يتوهم أو يفتعل الألم، بل هو بالفعل يعاني من ألم حقيقي، لكنه ناتج عن اضطرابات نفسية أو عصبية تؤثر على إشارات الجهاز العصبي، وتخلق ما يُعرف بـ"الآلام النفسجسمية".

أهمية الاستماع للمريض
وأضاف الدكتور عصام عبدالخالق، استشاري علاج الآلام أن فهم هذه الحالات يتطلب ما هو أبعد من التحاليل والصور الإشعاعية، مشددا على أهمية أخذ التاريخ المرضي الكامل، والاستماع بعناية للمريض وظروفه الحياتية، قائلاً: "نسأل المريض عن طبيعة عمله، وضغوطه اليومية، والمشكلات الأسرية أو العاطفية التي يمر بها، فغالبًا ما تكون تلك العوامل هي المفتاح لفهم الألم غير المفسر عضويًا".
هل تتاثر الوظائف الحيوية للجسم بالالم النفسي؟
و بخصوص هل تتاثر الوظائف الحيوية للجسم بالالم النفسي؟ أوضح استشاري علاج الآلام أن الجهاز العصبي اللاإرادي، والذي يتحكم في العديد من الوظائف الحيوية مثل ضربات القلب، عملية الهضم، وتوسيع الأوعية الدموية، يتأثر بشكل مباشر بالحالة النفسية، ما يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية حقيقية كآلام الظهر، والصداع المزمن، واضطرابات القولون، وحتى خفقان القلب، دون أن يكون هناك مرض عضوي مباشر.
أهمية جمع الدعم النفسي والعلاج الطبي
واختتم الدكتور عصام عبدالخالق، استشاري علاج الآلام بالتأكيد على ضرورة تبني نهج متكامل في علاج الألم، يجمع بين الدعم النفسي والعلاج الطبي، قائلاً: "لا يمكننا الفصل بين النفس والجسد، فالصحة النفسية السليمة ركيزة أساسية لصحة بدنية متوازنة".