الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف مسار مميز للألم المزمن يفتح الباب أمام علاجات جديدة

الثلاثاء 10/يونيو/2025 - 02:59 م
الألم المزمن
الألم المزمن


في اكتشاف جديد، تبين أن الألم المزمن يختلف فسيولوجيًا عن الألم الحاد، والآن أصبح لدى العلماء خريطة طريق لكيفية استهدافه.

يقول باحثون ومجموعة من الخبراء الدوليين إن هذا الاكتشاف يجلب الأمل لمرضى الألم المزمن والألم العضلي الليفي.

علاج الألم المزمن

توصل الفريق إلى أن الألم المزمن في الجهاز العصبي تتم معالجته بشكل مختلف عن الألم الناتج عن إصابة أو إجهاد شديد.

والأهم من ذلك، أنهم اكتشفوا مسارًا فسيولوجيًا جديدًا ومتميزًا لهذا النوع المزمن من الألم، مما يعني أنه يمكن الآن أن يكون هدفًا لعلاجات مستقبلية. نُشر هذا العمل في مجلة Science Advances .

يوضح الدكتور جاي بيويك: "نعلم جميعًا أن هناك أنواعًا مختلفة من الألم. هناك الألم الحاد اللاذع الناتج عن وخز الإصبع بإبرة، وهناك أيضًا الألم المزمن الناتج عن وجع العضلات بعد ممارسة تمارين غير معتادة، ومع ذلك، فإن معظمنا في الغرب، بمن فيهم العلماء، يعتبرون كلا النوعين مجرد ألم، حاليًا، غالبًا ما يكون الطب الغربي غير فعال في علاج الألم المزمن".

تتطلب العلاجات الجديدة هدفًا دوائيًا مختلفًا تمامًا.

وقد وجدت هذه الدراسة هذا الهدف، وتحديدًا تم اكتشاف آلية هذا الألم الذي يسمى "sng".

ووصف الفريق اكتشاف مسار الألم الجديد بأنه "اكتشاف يغير النموذج بشكل جذري ويغير فهمنا للأنظمة الحسية البشرية ويتحدى العقيدة المركزية لعلم الأحياء الألم التي تم تأسيسها في السنوات الخمسين الماضية".

تمكن الدكتور جاي بيويك وفريقه من تحديد أدلة حاسمة وضعت الأساس لاكتشاف في تايوان.

اكتشف فريق الدكتور بيويك أن جزيئًا يُسمى الغلوتامات يُفرز في العضلات لتنشيط مُستقبِل غير مألوف.

وقد أشعل هذا التعاون مع فريق البروفيسور تشين في تايوان، الذين وجدوا أن الإفراط في إفراز الجلوتامات يُنشّط أعصاب الألم القريبة، مما يجعلها نشطة بشكل دائم ولا تتوقف عن العمل كما يحدث عادةً.

الأهم من ذلك، اكتشفوا بعد ذلك أن حجب مُستقبِل الغلوتامات المُكتشف حديثًا وغير المألوف يُوقف تمامًا تحفيز الألم المزمن.

وقال الدكتور بيويك: "هذا الاكتشاف يعني أن العلماء يمكنهم الآن البدء في تطوير علاجات جديدة تستهدف على وجه التحديد مسار الألم الجديد الذي لا يستجيب لمسكنات الألم القياسية، وهذا من شأنه أن يساعد العديد من الأشخاص الذين لا يتم علاج آلامهم بشكل كافٍ في الوقت الحالي".

وتمكن الباحثون من التمييز بين نوعي الألم عن طريق إسكات المسارات العصبية وراثيا في نموذج الفأر، ثم اختبار النظرية عمليا في مريض يعاني من إصابة في النخاع الشوكي والتي منعت الألم "القياسي" لكنها تجنبت المسار المكتشف حديثا، في مستشفى جامعة تايبيه الطبية في تايوان.

يوضح البروفيسور تشين: "في الأساس، وجدنا أن sng يستمر حتى في الأشخاص الذين فقدوا الإحساس بالألم، على سبيل المثال، لم يلاحظ المريض الذي يعاني من تلف في الحبل الشوكي كسر إصبع قدمه ولكنه لا يزال قادرًا على إدراك sng والموضع في نفس الساق".

وقال: "إن تحديد آلية مختلفة لهذا النوع من الألم المزمن هو خطوة أولى ضرورية للبدء في تطوير علاجات جديدة تستهدف على وجه التحديد هذا المسار، الذي لا يستجيب لمسكنات الألم القياسية، لمساعدة العديد من الأشخاص الذين لا يتم علاج آلامهم بشكل كافٍ حاليًا".

وتابع: "قد يؤدي هذا الاكتشاف إلى علاجات جديدة لتخفيف الألم لحالات مثل الألم العضلي الليفي، وآلام العضلات الناجمة عن التمارين الرياضية (DOMS)، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والألم المزمن بعد جراحة العمود الفقري".