كيف يمكن للنشاط البدني المفرط أن يؤدي إلى النوبة القلبية؟
النوبة القلبية تعد من أكثر الحالات الصحية خطورة، وتحدث عندما ينخفض تدفق الدم إلى القلب بشكل حاد أو يتوقف تمامًا، غالبًا بسبب انسداد في الشرايين التاجية.
هذا الانسداد يتشكل نتيجة تراكم رواسب دهنية، الكوليسترول، ومواد أخرى تُعرف باللويحات داخل الشرايين، والتي قد تتعرض للتمزق وتتشكل على إثره جلطة دموية تعيق تدفق الدم، مما يهدد حياة المريض.
مدى خطورة النوبة القلبية عالميًا
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة على مستوى العالم، حيث تتسبب في وفاة حوالي 17.9 مليون شخص سنويًا، من بينهم حوالي 85% يصابون بنوبات قلبية أو سكّة دماغية.
وتُعد العوامل مثل الإفراط في النشاط البدني أحد الأسباب المحتملة لحدوث النوبة القلبية، خاصةً إذا لم يكن الشخص على دراية بحالته الصحية أو يعاني من عوامل خطر مخفية.
كيف يمكن أن تؤدي التمارين الرياضية الشديدة إلى نوبة قلبية؟
رغم أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعتبر من أفضل استراتيجيات الوقاية من أمراض القلب وتحسين صحة القلب بشكل عام، إلا أن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة والمفاجئة قد ترفع من خطر الإصابة بنوبة قلبية، خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر أو أمراض قلب غير مُشخصة. يوضح الأطباء أن هناك عدة أسباب تفسر ذلك، منها:
- زيادة الطلب على الأكسجين أثناء التمرين
عند ممارسة التمارين الشاقة، يزداد الطلب على الأكسجين في الجسم، وإذا كانت الشرايين التاجية ضيقة بسبب تصلبها، فقد لا تصل الكمية الكافية من الأكسجين إلى عضلة القلب، مما يؤدي إلى نقص التروية أو احتشاء عضلة القلب.
- ارتفاع مفاجئ في معدل ضربات القلب وضغط الدم
نتيجة المجهود الكبير، يزداد ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وهذا يمكن أن يفرض ضغطًا إضافيًا على القلب، مما يؤدي أحيانًا إلى تمزق اللويحات الدهنية الصغيرة، وتكون الجلطات الدموية التي تعيق تدفق الدم وتسبب النوبة القلبية.
- اختلال توازن الكهارل (الشارط الكهربائية في الجسم)
التعرق الشديد دون تعويض ملائم بواسطة السوائل والكهربال، خاصة البوتاسيوم والمغنيسيوم، يمكن أن يسبب اضطرابات في إيقاع القلب، مما يعرض حياة الشخص للخطر.
- الأمراض القلبية الهيكلية غير المُشخصة
بعض الأشخاص يعانون من حالات قلبية لم يتم تشخيصها مسبقًا، مثل اعتلال عضلة القلب الضخامي، أو تشوهات في الشرايين أو صمامات القلب، والتي يمكن أن تثير سكتة قلبية مفاجئة عند ممارسة نشاط مفرط.
كيف تحمي نفسك من الإصابة بالنوبة القلبية أثناء التمارين؟
للحماية من المخاطر، يُنصح باتباع بعض الإرشادات المهمة:
- التحقق الطبي قبل بدء أي نشاط جديد
خاصةً للأشخاص فوق عمر 35 سنة، أو الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، السكري، السمنة، التدخين أو لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب. ينصح بإجراء فحوصات مثل تخطيط القلب، اختبار الإجهاد، وتصوير الصدى القلبي.
- مراقبة الأعراض التحذيرية
مثل ضيق التنفس غير الطبيعي، الخفقان، الدوخة، أو التعب الشديد أثناء التمرين أو بعده، فهي علامات يجب عدم تجاهلها والتوقف عن النشاط فورًا. - التمرين ببطء وتدرج
زيادة شدة التمرين بشكل تدريجي أكثر أمانًا، مع الانتباه لعدم تجاوز حدودك الشخصية.
على الرغم من أهمية ممارسة التمارين الرياضية لصحة القلب، إلا أن الالتزام بالتمارين الآمنة وتوجيهات الخبراء يضمن الاستفادة القصوى مع الحد من المخاطر الصحية.
الاعتدال، الوعي، والفحوصات الدورية جميعها أساسية لتقليل فرص الإصابة بالنوبات القلبية، ولبناء نمط حياة صحي وآمن.
