اختبار جينومي للتنبؤ بالمرضى الذين لن يستجيبوا للعلاج الكيميائي للسرطان

يسعى العلاج الكيميائي إلى تدمير خلايا الورم، وهو علاجٌ شائعٌ للسرطان منذ عقود، ومع ذلك، فهو لا يُجدي نفعًا دائمًا.
وقال باحثون: "العلاج الكيميائي مفيدٌ لبعض المرضى، ولكنه ليس فعالًا في جميع الحالات، ما بين 20% و50% من مرضى السرطان لا يستجيبون لهذه الأدوية".
وأضافوا: "سيعاني هؤلاء المرضى من الآثار الجانبية الناجمة عن العلاج الكيميائي دون أي فائدة سريرية".
قام فريق بحثي بتطوير طريقة للتنبؤ بالمرضى الذين لن يستجيبوا للأدوية الكيميائية المستخدمة بشكل شائع، مثل العلاجات الكيميائية القائمة على البلاتين والتاكسان والأنثراسيكلين.
يقول الباحثون: "لقد وجدنا طريقة لتحويل العلاجات الكيميائية التقليدية إلى أدوية دقيقة".
نُشر هذا العمل في مجلة Nature Genetics.
وقال المؤلفون: "الأمر المهم هو أن دراستنا تقدم مؤشرات حيوية لتصنيف المرضى إلى فئات مختلفة من الأدوية التي لم يتم تطويرها في الأصل كعلاجات مستهدفة".
وأضافوا: "يُحدد اختبارنا الجينومي المؤشرات الحيوية للاستخدام المُستهدف لثلاثة علاجات كيميائية، يُمكن تطبيق هذا الاختبار على أنواع مُختلفة من السرطان، وبالتالي، يُمكن أن تُفيد نتائجنا مئات الآلاف من المرضى سنويًا".

تغيرات كروموسومية
تعتمد الطريقة التي طورها فريق CNIO على حقيقة أن العديد من الأورام تُراكم تغيرات في عدد الكروموسومات في خلاياها. إحدى نتائج ذلك، كما توضح لورا مدريد، هي أن "خلايا السرطان لا تحتوي على الكمية المناسبة من المادة الوراثية".
تختلف هذه التغيرات الكروموسومية في كل ورم، ولكنها تُشكل معًا أنماطًا مميزة، أو "علامات عدم استقرار الكروموسومات".
تُطوّر الدراسة المنشورة حاليًا مؤشرات حيوية بناءً على هذه العلامات الدالة على عدم استقرار الكروموسومات.
وقال الباحثون: "تسمح لنا هذه المؤشرات الحيوية بالكشف مسبقًا عن المرضى الذين يبدون مقاومة لهذه العلاجات حتى يتمكنوا من تجنب الآثار الجانبية غير الضرورية".
إن الاستخدام الدقيق للعلاج الكيميائي لا يفيد المرضى فحسب، بل يفيد نظام الرعاية الصحية أيضًا، من خلال تجنب تكلفة العلاج غير الضروري والمضاعفات المرتبطة بالآثار الجانبية للعلاج.
بعد تطوير المؤشرات الحيوية، اختبرها فريق CNIO بطريقة مبتكرة: من خلال تجربة محاكاة، أي باستخدام بيانات المرضى المتوفرة. اعتمد الباحثون على كمية كبيرة من بيانات مرضى السرطان الذين عولجوا سابقًا بالعلاجات الكيميائية.
على وجه التحديد، عملت المجموعة على بيانات 840 مريضًا مصابًا بأنواع مختلفة من السرطان. يوضح هيرناندو: "استخدمنا بيانات مرضى مصابين بسرطان الثدي، والبروستاتا، والمبيض، والساركوما".
وقال الباحثون: "لقد تمكنا من إثبات فعالية المؤشرات الحيوية المقاومة لدينا لثلاثة أنواع من العلاج الكيميائي: مركبات البلاتين، والتاكسانات، والأنثراسيكلينات."
وبعد نجاح هذه الدراسة، بدأ العمل بالفعل على تطوير المزيد من الاختبارات للعلاجات المستهدفة لمعرفة مدى إمكانية تطبيق هذه التكنولوجيا على نطاق واسع.