دراسة: تناول الأطعمة الغنية بالألياف والكربوهيدرات الصحية يعزز الصحة مع تقدم العمر

أظهرت دراسة حديثة، أجراها باحثون من مركز جين ماير لأبحاث التغذية البشرية حول الشيخوخة (HNRCA)، التابع لوزارة الزراعة الأمريكية في جامعة تافتس وكلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، بتسليط الضوء على أهمية نوعية الكربوهيدرات والألياف الغذائية التي يتناولها الأفراد في منتصف العمر، وكيفية تأثيرها على نوعية الشيخوخة والصحة بشكل عام، وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة JAMA Network Open.
تفاصيل الدراسة
في سياق الدراسة، أكد أندريس أرديسون كورات، المؤلف الرئيسي والأستاذ في مركز جين ماير، أن هناك اعتقادًا متزايدًا بأن الكربوهيدرات المختلفة تؤثر على الصحة بطرق متنوعة، سواء على الوزن أو مستويات السكر في الدم أو الطاقة، ولكن الجديد هو فهم كيف تؤثر جودة هذه الكربوهيدرات على مسيرة الشيخوخة الصحية بعد أكثر من 30 سنة.
وأوضح أن نتائج الدراسة تشير إلى أن جودة الكربوهيدرات يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في الشيخوخة الصحية.
تم الاعتماد على بيانات جمعها استبيانات دراسة صحة الممرضات، عبر فترات زمنية منتظمة بين عامي 1984 و2016، لتحليل الأنظمة الغذائية للنساء في منتصف العمر، ثم دراسة نتائج صحتهن عند التقدم في العمر، حيث شمل التحليل أكثر من 47,000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 70 و93 عامًا في عام 2016.

وتم تحديد عدة مقاييس للوجبات، بما في ذلك مستويات الكربوهيدرات الكلية، والكربوهيدرات المكررة، والكربوهيدرات عالية الجودة (غير مكررة)، والمصادر الرئيسية لها مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبقوليات، بالإضافة إلى قياسات الألياف الغذائية، ومؤشر نسبة السكر في الدم، والحمل الجلايسيمي.
عرف الباحثون الشيخوخة الصحية بأنها خلو الشخص من 11 مرضًا مزمنًا رئيسيًا، مع عدم وجود ضعف في الوظائف الإدراكية والجسدية، والاستمتاع بصحة نفسية جيدة وفقًا لاستبيانات الدراسة.
وعند تقييم النتائج، تبين أن تناول الكربوهيدرات عالية الجودة، خصوصًا من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبقوليات، والألياف الغذائية، ارتبط بزيادة احتمالية بلوغ الشيخوخة الصحية بنسبة تتراوح بين 6% و37%.
وعلى العكس، فإن استهلاك الكربوهيدرات المكررة، بما في ذلك السكريات المضافة والبطاطس والحبوب المكررة، ارتبط بانخفاض احتمالية الوصول إلى الشيخوخة الصحية بنسبة 13%.
وقال تشي صن، الأستاذ المشارك في كلية هارفارد تشان، إن النتائج تتماشى مع الدراسات التي تربط بين استهلاك الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة، مع الإشارة الآن إلى أنها تؤثر أيضًا على الوظائف الجسدية والإدراكية في الشيخوخة.
أما عن قيود الدراسة، أوضح الباحثون أن العينة كانت متركزة بشكل أساسي على أخصائيي صحة من أصول بيضاء، مما يستدعي الحاجة لمزيد من الدراسات التي تشمل تنوعًا أكبر من مجموعات سكانية مختلفة.
وأشار أرديسون كورات إلى ضرورة البحث المستقبلي لفهم الآليات التي تربط تناول الألياف والكربوهيدرات عالية الجودة بالشيخوخة الصحية، مبرزًا أن فهم أفضل لعلاقة خيارات الطعام في منتصف العمر بجودة الحياة بعد التقدم في العمر يمكن أن يساعد في مساعدة الناس على عيش حياة أطول وأصح.