دراسة: قلة النوم تقلل من ثقة المراهقين بأنفسهم

غالبًا ما يُربط سوء جودة النوم بحالات صحية نفسية مثل القلق والاكتئاب، إلا أن دراسة جديدة من جامعة ميسيسيبي تشير إلى أنه قد يكون أيضًا مرتبطًا برأي المراهقين تجاه مظهرهم.
وجد الباحثون أن المراهقين الذين يعانون من نوم غير جيد يميلون إلى تقييم أنفسهم بصورة سلبية، خاصة مع وجود أعراض مرتبطة باضطراب تشوه الجسم، وهو اضطراب يتسم بالهوس بعيوب غير حقيقية في المظهر.
وقالت سارة بيلسكي، أستاذة علم النفس والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "وجدنا أن المراهقين الذين ينامون بشكل غير جيد هم أكثر عرضة للشعور بمظاهر تشوه الجسم."
وأضافت أن اضطرابات النوم ترتبط بشكل وثيق مع القلق والاكتئاب، وأن الدراسات السابقة عن العلاقة بين النوم وتشوه الجسم قليلة ومتباينة النتائج.

يعاني من اضطراب تشوه الجسم حوالي 5 إلى 10 ملايين شخص في الولايات المتحدة، وغالبًا تظهر أعراضه خلال المراهقة. وذكر الباحثون أن سنوات المراهقة وما قبلها تعتبر فترة تتداخل فيها اضطرابات النوم مع التغيرات الجسدية والنفسية.
وأشار كايس هوبر، طالب دكتوراه في علم النفس، إلى أن المراهقة فترة حاسمة تتغير فيها الهرمونات وتتغير الساعة البيولوجية، مما يجعل النوم أكثر صعوبة، خاصة مع فوارق مواعيد الدراسة التي تبدأ مبكرًا، وهو ما يعرقل الحصول على القدر الكافي من النوم، حيث إن أكثر من 70% من المراهقين لا ينامون الثماني ساعات التي يُوصى بها يوميًا.
وقالت ليلى ساتشنر، طالبة دكتوراه، إنه خلال المراهقة يركز الأفراد بشكل أكبر على علاقاتهم الاجتماعية وكيفية نظرة الآخرين إليهم، وأن مقارنة المظهر بشكل مستمر يُزيد من التوتر والإرهاق.
وأوضحت الدراسة، التي شملت أكثر من 700 مراهق، أن من يشتكون من قلة النوم كانوا أكثر عرضة للتعبير عن أفكار حول صورة الجسم بشكل سلبي، لكن الباحثين أكدوا أن العلاقة ليست بالضرورة سببية، وأنه يمكن أن يكون أحدهما يؤثر على الآخر، أو ربما كلاهما معًا.
وأخيرًا، شدد الباحثون على أهمية الاهتمام بعادات النوم الجيدة للمراهقين، خاصة لأنها تؤثر على حالتهم العاطفية وتزيد من قدرتهم على التعامل مع التوتر.
وقالت ساتشنر: "نحن نعلم أن نقص النوم يضعف من قدرتنا على التحكم في المشاعر، لذا فإن العناية الجيدة بالجسد عبر النوم الجيد، الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، تساهم في الاستقرار العاطفي وتقليل الشعور السلبي