الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هشاشة العظام عند الرجال.. كيف يزيد انخفاض هرمون التستوستيرون من خطر الإصابة بالكسور؟

الجمعة 06/يونيو/2025 - 08:49 م
هشاشة العظام.. أرشيفية
هشاشة العظام.. أرشيفية


عند ذكر مصطلح "هشاشة العظام"، غالبًا ما يُربط بالنساء، وخاصةً بعد انقطاع الطمث، ومع ذلك، يتجاهل هذا الربط حقيقةً مهمةً وهي أن الرجال أيضًا معرضون للخطر. 

يعاني العديد من الرجال فوق سن الخمسين من الآثار الخفية لهذا المرض المُسبب لترقق العظام دون أن يدركوا ذلك، ويزيد من تفاقم هذه المشكلة انخفاض هرمون التستوستيرون، وهو سببٌ غير مُبلغ عنه لضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور لدى الرجال.

الخطر المُغفَل

عادةً ما يحدث فقدان العظام لدى الرجال بهدوء مع مرور الوقت، غالبًا ما يكون أول مؤشر هو الكسر، وعندها تكون كمية كبيرة من العظم قد تآكلت بالفعل، ويكون التعافي من الكسر دائمًا أكثر صعوبةً ويستغرق وقتًا أطول لدى الرجال مقارنةً بالنساء. 

ومن العوامل الرئيسية، والتي غالبًا ما تكون خفية، انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، فبينما يرتبط التقدم في السن بانخفاض هرمون التستوستيرون، فإن لهذا الانخفاض آثارًا كبيرة على صحة العظام.

العلاقة بين التستوستيرون وقوة العظام

لا يقتصر دور التستوستيرون على قوة العضلات أو الرغبة الجنسية فحسب، بل هو أيضًا أساسي لصحة العظام. يُعزز التستوستيرون نمو عظام جديدة ويُبطئ تحلل العظام الموجودة.

للأسف، يُمكن أن يُسرّع انخفاض مستويات التستوستيرون لدى الرجال من فقدان العظام ويزيد من خطر الإصابة بالكسور، خاصةً في الوركين والعمود الفقري والمعصمين.

يُعرف انخفاض التستوستيرون طبيًا بقصور الغدد التناسلية، وقد يحدث لأسباب مُختلفة، منها الأدوية المُحسّنة للأداء، والتدهور التدريجي المرتبط بالعمر، والمشاكل الصحية المُزمنة، وبعض الأدوية (خاصةً الستيرويدات)، وأمراض مثل داء السكري أو أمراض الكلى. 

غالبًا ما يُسهل إغفال العلامات المُحتملة، مثل التعب، وفقدان قوة العضلات، وانخفاض الرغبة الجنسية، أو حتى الكسر الناتج عن سقوط بسيط. غالبًا ما تُعزى هذه التغيرات الطفيفة إلى الشيخوخة الطبيعية أو يتم تجاهلها ببساطة.

هشاشة العظام.. أرشيفية

علامات تحذيرية لا ينبغي للرجال تجاهلها

يُطلق على هشاشة العظام غالبًا اسم "المرض الصامت"، وغالبًا ما تظهر دون أعراض ملحوظة حتى تتفاقم بشكل كبير، ومع ذلك، قد تشير بعض العلامات التحذيرية لدى الرجال، مثل آلام الظهر المستمرة، والنقص التدريجي في الطول، وسوء وضعية الجسم، والكسور غير المبررة، إلى وجود هشاشة العظام. 

عند وجود عوامل خطر رئيسية لهشاشة العظام لدى الرجال، من الضروري مناقشة صحة عظامهم مع طبيبهم. يُنصح بإجراء تقييم، وإجراء فحص كثافة العظام واختبارات الهرمونات الأساسية، إن أمكن، لتحديد المشكلة ومعالجتها قبل تفاقمها.

الاهتمام بصحة العظام

الخبر السار هو أنه يمكن الوقاية من هشاشة العظام لدى الرجال وإدارتها بفعالية في كثير من الأحيان، يمكن أن يساعد النشاط البدني المنتظم، وخاصة تمارين تحمل الوزن التي تُمارس بضع مرات أسبوعيًا، في الحفاظ على كثافة عظام جيدة. 

كما أن اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د، إلى جانب تجنب التدخين والحد من تناول الكحول، يُسهم أيضًا في الحفاظ على كثافة العظام. 

قد يكون العلاج الهرموني لمعالجة انخفاض هرمون التستوستيرون خيارًا إذا كانت مستوياته تُساهم في فقدان العظام، ولكن من الضروري استشارة الطبيب أولًا، العلاج الهرموني غير مناسب للجميع، ويجب اتباعه تحت إشراف طبي فقط.